الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

تساؤلات غريبة



أين الحقيقة؟... لا شك أنها ضائعة...
أشك أحيانا في الذين يدعون القهر والاضطهاد فأتساءل في عمق نفسي,
هل حقا هم مقهورون؟ ماذا لو كان ذلك كله تمثيل وتزوير للحقائق؟
ثم ألتفت بفكري إلى جهة الظالم فأتساءل في نفس المستوى,
هل هؤلاء فعلا ظلام؟؟ ماذا لو لم يكونوا؟
...لطالما سمعت القوم يقولون, إن المسئول الفلاني لص, ظالم, يأكل أموال الناس بغير حق فأصدق ذا الكلام بسرعة ما بعدها سرعة دون أن أتساءل أو أتحقق من مدى صحته, وما فعلي ذلك إلا بسبب موقعي... ذلك أني أحس القهر وأشعره, بل أعيشه,
ولطالما قيل بان الفقير الفلاني مقهور, مظلوم, مهضوم في حقه فأصدق ذا الكلام بالسرعة نفسها التي ذكرت... وما ذا إلا لاني في مستواه وأعيش مثله...
لكن... هل نحن دائما على صواب؟؟
الجواب هو كلا..
فكما قال المناطقة عن الخبر, إنه يحتمل الصدق كما يحتمل الكذب... من هنا أقول وبإيمان كبير بعقلانية هذا القول...
كلما سمعنا خبرا, علمنا أن فيه كثير من الكذب كما أن فيه كثير من الصدق...
فكيف نأخذ منه الصدق ونترك الكذب؟؟؟
أترك لكم المجال للتصحيح

الاثنين، 5 ديسمبر 2011

الحداثيون من وراء حجاب

 

          بالرغم من أن أمي كانت تنصحني مرارا بأن لا أتدخل في السياسة فإني كنت أتساءل دائما عن معناها, وذات يوم سألت أستاذ اللغة الفرنسية بثانويتي فقال, 'عندما تغني في الحمام فيعجبك صوتك الرنان, وتخرج للملأ مدعيا أنك مغنٍ ليضع الناس أصابعهم في آذانهم حتى لا تؤذيهم بخشونة موهبتك, فذاك نوع من السياسة', من هنا ارتأيت أن أسمي هذا النوع بسياسة البالتولكيين- موقع الدردشة المشهور- لما وجدته من تطابق بين مستعمليه وهذا التعريف.
          في إحدى غرف هذا الموقع, وجدتني حائرا ومندهشا, عاجزا عن التفكير والفهم أمام تمنيات أحد أعضائها الذي ما فتئ يقول, أينك يابورقيبة؟؟ اينك يا زين العابدين؟؟ أينك يا مصطفى أتاتورك؟؟ لقد ضاع العالم بعدكم, ليستمر في الحديث عن شعب المغرب الكبير ووصفه بالبداوة والتخلف التي لا يصلح معها إلا الديكتاتورية والقسوة, وسوف يحكمه الإسلاميون ليفعلوا فيه ما يشاءون, ولا أدري بالضبط ماذا يقصد بكلمة"الإسلاميون" وكأننا في دولة البرازيل, وما زادني حيرة تقديمه الشكر للاستعمار الفرنسي مدعيا أن الحماية الفرنسية حررت المغاربة من بداوتهم وجهلهم, وما لا يعلمه المدعي عمدا أو جهلا هو أن الاستعمار منهج همجي هدفه الوحيد استنزاف خيرات البلدان المستعمرة, لا إنقاذ الناس مما هم فيه, وأن الفترة التي ظهرت فيه الطّفرات العلمية في أوروبا وشمال أمريكا كان المغاربة والشعوب الإفريقية والمستضعفة بشكل عام مشغولون بتحرير أراضيهم, وما حُرر المغرب الأقصى إلا بقيادة علماء المسلمين, وعلى رأسهم, المختار السوسي وعبد الكريم الخطابي وعلال الفاسي و غيرهم, حقيقة لا يمكن أن ننكرها, أننا دولة إسلامية باستثناء بعض الأقليات, والاستثناء لا حكم له على حد تعبير المناطقة.
         وهذا غيض من فيض مما قاله هذا الرجل الذي يسمي نفسه حداثيا, وزعم آخر بأن الإسلام يعارض الديمقراطية وتعدد الأحزاب, مع العلم أن القران الكريم أكد على مبدأ الشورى بين الحكام والمحكومين حيث قال, "وأمرهم شورى بينهم" الشورى 38, كما وصف محمدا  بالرحمة والرأفة آمرا إياه بتطبيق الشورى في المجتمع قائلا" فبما رحمة من الله لنت, لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك, فاعف عنهم واستغفرهم لهم وشاورهم في الأمر, فإذا عزمت فتوكل على الله, إن الله يحب المتوكلين" آل عمران 159  ولا تتحقق الديمقراطية -التي هي حكم الشعب نفسه بنفسه -إلا بالشورى مع كل الفئات, وكان رسول الله  يستشير أصحابه في أمور كثيرة, بل كان يعارَض من طرف أصحابه رجالا ونساء على بعض القرارات التي أخذها سلفا, لتتغير بسبب معارضتهم, وكان يقول, انتم أعلم بأمور دنياكم. فهل الإسلام يعارض الديمقراطية فعلا؟؟؟ وهل ما يرتكبه كثير من المسلمين من الأخطاء والهفوات يدخل تحت مظله الإسلام؟ لا شك أن هذا حكم خاطئ, وإذا أردت أن أعتمد هذا الأسلوب في الحكم على الخلفيات فإني سأقول إن الحداثة رجس من عمل الشيطان, لكني متيقن بأن الكلام البذيء الذي قيل عن المغاربة ودينهم وثقافتهم إنما يعبر عن فساد فكر صاحبه لا عن مضمون الحداثة.
      وللحد من ظاهرة الاستهتار بمقدسات الأمة المغربية يجدر بنا أن نعيد درس التربية الوطنية الذي كان يدرس إلى عهد قريب في المدارس الحكومية, وهذا ما أكده العلامة المغربي فريد الأنصاري رحمه الله في أحد خطبه التي تحدث فيها عن المواطنة, واصفا إياه(درس التربية الوطنية) بأنه صار نصا بلا مضمون, مرشدا المواطن المغربي إلى اللبنات الأساسية التي يحتاجها في بناء مغرب مزدهر قائلا, "المؤمن إذا أراد أن يبني صادقا, فليبني نفسه أولا, وكيف بناء النفس؟؟ اسأل نفسك أنت من؟؟ ولدت ممن؟؟ وتربيت في أحضان من؟؟ أنت مغربي إذن, ولدت من مغاربة, وتربيت في أحضان المغرب... وأن تكون مغربيا يعني أن تنتمي إلى ثقافة المغرب, وإلى تاريخ المغرب, وقد عُلم قطعا أن هذه الثقافة وهذا التاريخ إنما هو دينك وقيمك وأخلاقك الاجتماعية...."